الفصل الأول : ويشتمل على : مفهوم التقييم ، وأهميته ، وأساليب التقييم والعوامل المؤثرة فيه ، والقائمين على التقييم ، وسرية وعلنية النتائج ، وأسس ومبادئ التقييم .
الفصل الثاني : ويشتمل على نتائج التقييم : معرفة المعلم بنتائجه ، تطوير أداء المعلم من خلال نتائج التقييم .
الفصل الأول
التقييم والتوجيه التربوي.
==========================================================
الفصل الأول :
المقدمة :
نتناول في هذا الفصل بشيء من التفصيل ، عن : عملية تقييم المعلم ، مفهوم التقييم وواه ميته والأساليب المتبعة في التقييم والتوجيه ، والأسس والمبادئ التي تقوم عليها عملية التقييم ، ثم من هم الذين يقومون بعملية تقييم المعلم ؟ وما هي صفات ما يقوم بعملية التقييم ؟ والعوامل المؤثرة في عملية التقييم ، والجوانب التي يقيم فيها المعلم .
وسوف نتناول كل عنصر مما سبق بالشرح ، في هذا الفصل :
أولا : مفهوم التقييم :
لقد تتطور تقييم الأداء ، ليواكب التطور في جميع جوانب الحياة ، فالتقدم الصناعي والتفجير المعرفي ، وغزو الفضاء ، والتوسع في العلوم الإنسانية ، أدى إلى الاهتمام بعملية التقييم ، والاهتمام بشخص الفرد الذي تقوم عليه عملية التقييم .
وكذلك بالنسبة لتقييم المعلم ، فإنه تطور مع تطور الحياة ، والعلاقات الإنسانية ، فبعد أن كان يأخذ شكلا تفتيشيا وتصيد الخطاء للمعلم ! أصبحت العملية ديموقراطية تعاونية ، يشارك في فاعليتها القائم على التقييم والمعلم في آن واحد ، وتكون عملية تبادلية بينهما .
والتقييم في مفهوم إدارة الأفراد ، تعني تقييم أداء معين على ضوء معايير محددة مسبقا وفي حال ملاحظة أي انحراف يتم اتخاذ إجراءات تصحيحية ، والتقييم ليس دائما عملية أخيرة في سلة المهم الإدارية ، بل إنه عملية مصاحبة لكل المهام الأخرى ، سواء التخطيط أو التنظيم أو القيادة وفيما يتطلب الموقف أجراء تعديلات أو ممارسات تصحيحية على الأداء .
والتقييم : ( التوجيه ) عملية قياس ، يقوم بها الموجه أو المدير في مجال التربية والتعليم بقد معرفة مستويات الكفاية عند المعلم ، وقياس آثره في الطلاب .، وهذا التقييم يتم في فترات متقاربة أو متباعدة حسب ظروف القائم على التقييم ، وظروف المعلم والمدرسة والمعلم .
وعملية التقييم في التربية والتعليم تتضمن تشخيصاً للموقف ، والأداء ، من جميع نواحيه : المنهج والمعلم والمدرسة والطالب ، وهذا التقييم يساعد القائم على التقييم بوصف العلاج على هيئة : توجيهات وخدمات ومساعدات ، وقد تكون على هيئة قرارات تساعد المعلم على في تطوير أساليبه وتنميته مهنياً .
فالعبرة في تقييم المعلم ليست في ثروته العلمية والعملية ، أو خبرته المهنية أو قوة شخصيته وإنما في مقدار النمو الذي تحدثه كل هذه العناصر والإمكانيات والوسائل في الطلاب .
ولذلك يجب أن يكون التقييم محاسبة على أخطاء الماضي ، بل هي استفادة من أخطاء الماضي في تحسين الأداء في المستقبل ! ويجب على التقييم ألا يركز دائما على جوانب الضعف ويهمل جوانب القوة ، ويشهر بأداء وأخطاء الفرد الضعيف ! إنما التقييم - بمفهومه الصحيح – يجب أن يركز على جوانب القوة في الأداء ، والتشجيع والحفز على الأداء والاستمرار والتقدم !!
وهذا لا يعني استبعاد نقاط الضعف ، بل يجب أن نضع العلاج للضعيف ونرشده إلى الطريق الصحيح ، ونركز على الجانب الإيجابي ، فيكون في التقييم الثواب والعقاب . فلا يكون التقييم تصيداً للأخطاء ، ونجعل منه عملية إرهابية ! بل عملية تعاونية يسودها روح الأخوة والمساعدة ، بذلك نحقق أهداف التقييم .
ثانيا : أهمية التقييم :
أهمية التقييم ، من أنه عملية استمرارية ، وملازمة للعملية التعليمية في جميع مراحلها وجميع جوانبها وله الأثر الكبير على أداء المعلم ، ومستوى المناهج بالنسبة لقدرات الطلاب .
وفيما يلي عرض لأهمية التقييم :
. إيجاد الدافعية لدى المعلم للعمل والاستمرار في عمله ،2. لأن أي عمل ليس له برنامج رقابي يضعف الحماس وتقل الدافعية له ،3. ولذلك فإن عملية التقييم والتوجيه تولد الدافعية1 لدى المعلم وتدفعه إلى التفكير والتجديد .
. يساعد التقييم في برنامج التدريب ،5. لأن من خلال التقييم نتعرف على نقاط القوة والضعف ،6. وندرك أي من المعلمين يحتاج إلى تدريب ،7. لتنميته مهنياً4 .
. يرتبط التقييم بنظام الحوافز المادية والمعنوية ،9. وأيضاً بالنسبة للترقيات ،10. فالتقييم يبرز المعلم الذي يستحق الحوافز أو الترقية ،11. وكفاءته في عمله تظهرها عملية8 التقييم .
. يكسر التقييم الحاجز النفسي بين المعلم والقائم على التوجيه ،13. لأن من خلال عمليات التقييم يتم اللقاء قبل التقييم والتوجيه في لقاء غير رسمي ،14. وأيضاً من خلال12 الاجتماعات والندوات والزيارات التوجيهية .
. والتقييم الموضوعي يعتبر عملية جماعية ديموقراطية يشترك فيها المعلم والموجه والمدير في التخطيط والتنظيم والقرارات ،16. فيخرج التقييم من الإطار البيروقراطي التقليدي15 على الديموقراطي الحديث فيزيد من فاعلية المعلم في عملية التقييم ،17. ويزيد من قبول الآراء والعلاج للمشكلات والصعوبات التي يواجهها .
. والتقييم عملية شاملة لكل من : ( المعلم ،19. المدرسة ،20. طرق التدريس ،21. المناهج ) ،22. بحيث يعطي صورة واضحة عن كفاية التعليم وأثره على الطالب18 .
. يساعد التقييم والتوجيه المعلم لمعرفة وأحسن أساليب التدريس ،24. وتبصيره بأسلوب الربط بين الأهداف ،25. ومدى تلاؤم أسلوبه والمنهج بمستوى الطلاب 23.
. تذليل الصعوبات التي تواجه المعلم في ميدان عمله ،27. وتقديم الحلول والعلاج لمشكلاته 26.
. ينمي التقييم رغبة الابتكار والتجديد عند المعلم ،29. عندما يتفاعل مع عملية التقييم والتوجيه ،30. كما ينمي المعلم مهنياً28 .
. التقييم يساعد في صناعة القرارات التربوية 31.
ثالثاً : أساليب التقييم والتوجيه التربوي :
يعتبر التوجيه التربوي المعاصر برنامجا متكاملا لتحسين العملية التربوية الحديثة ، ويتطلب من القائم على عملية التقييم والتوجيه التربوي أن يمارس دوره على السبل التشاركية والتعاونية ، لأنه لا يوجد افضل من أسلوب المشاركة الذاتية في عملية التقييم ، فيستثير فضول ورغبات المعلمين في المشاركة بعملية التقييم والتوجيه .
والقائم على التقييم يستخدم أساليب متنوعة وحديثة في عملية التقييم والتوجيه .
1. الأساليب الفردية :
وهذا الأسلوب يساعد المعلمين كأفراد ، ومنها :
( أ ) زيارة المدرسة :
يقوم الموجه في بداية السنة الدراسية بزيارة المدرسة ، ليقف على دور المؤسسة في تحسين الظروف ، التي تحيط بالعملية والتربوية والتعليمية ، التي تساعد في تحقيق أهداف الوزارة ، والفعاليات والأنشطة ، التي تدمج المدرسة مع الطلاب والبيئة المحيطة بها ، وخلال هذه الزيارة يستطيع أن يقف على المشكلات ، وتقديم الحلول لها ، والتعرف على العدد المخصص له من المعلمين ، وتوزيع الكفايات توزيعاً عادلاً بينهم .
(ب) الزيارات الصفية :
وهي اقدم أساليب التقييم والتوجيه ، وكانت تقابل بالاعتراض من قبل المعلمين ، وكانوا يعتبرونها بمثابة تهديد لشخصيتهم وإمكانياتهم المهنية ، وذلك بسبب الفكرة التقليدية لعملية التقييم ولكن في الوقت الحاضر تعتبر من أهم الوسائل ، لأن هدفها جمع المعلومات لدراسة الموقف التعليمي وفعاليتها دراسة تعاونية مشتركة بين المعلم والموجه والمدير ، هي تعتبر أسلوب لتطوير العلمية التربوية والتعليمية .
تتبع هذه الزيارات مناقشات هادفة وواعية ، بين المعلم والموجه ، ويتم من خلالها تبادل الآراء ووجهات النظر ، ويستفيد المعلم من خبرات الموجه ، ويتعرف الموجه على مدى ملائمة المناهج لقدرات ومستويات الطلاب ، ويتم تطوير وتنمية الإبداع الابتكار لدى المعلم ليستخدمها في تقديم الأساليب الحديثة والجديدة ، والتي تزيد من التأثير في طلابه وتوصيل المعلومات إليهم .
وللزيارات الصفية قواعد ، ونورد فيما يلي أهمها :
. على الموجه أن الصف باستئذان من المدرس وتحية تلاميذه ،2. ويجلس في مكان لا يشتت فيه أفكار الطالب1.
. أن يثني الموجه على المعلم أمام طلابه3 .
. أن لا يقاطع المعلم أثناء الشرح ،5. ولا يتدخل في الشرح4 .
. أن يجلس الموجه أو القائم على التقييم فترة زمنية كافية ،7. للوقوف على المعلومات التي يريدها6 .
. أن يحدد هدفه من الزيارة مسبقاً8 .
. أن يراعي الناحية النفسية والصحية للمعلم9 .
. يفضل أن يدون الموجه الملاحظات حتى لا يعتمد على ذاكرته10 .
. على المعلم أن لا يعتبر الموجه زائرا ثقيل الظل ،12. بل يجب أن يقابله كشخص قادم لمساعدته وحل مشاكله وتعزيز نقاط القوة فيه11 .
ويتبع الزيارة اجتماع :
وهذا الاجتماع يكون بين المعلم والقائم على التوجيه ، ويناقشان النقاط التي دونها القائم والملاحظات التي وضعها أثناء الزيارة ، مناقشة موضوعية ، الهدف منها رفع كفاءة أداء المعلم وتعزيز نقاط القوة ، وإيجاد الحل لأي انحراف في الأداء أو الأسلوب ، ويجب أن يسود الاجتماع روح الأخوة والتعاون لهدف سام .
وقد يطلب المعلم الاجتماع به ، ليناقش مشكلة تعترضه في التدريس أو المنهج ، فيطلب المشورة والنصح من الموجه أو المدير .
2. الأساليب العامة :
وهي أساليب يكون فيه التوجيه بشكل عام ، ومنها :
( أ ) الاجتماعات العامة :
وهي تتم بين القائم على التقييم والتوجيه ، وبين الهيئة التعليمية ، وهي تخدم أهدافا وأغراضا جماعية ، وتأخذ هذه الاجتماعات أشكالا معينة ، ومنها : الاستماع إلى محاضرة من هيئة تعليمية أو شخص مختص ، نقاش حر ، ندوات ، لجان تربوية ، حلقات دراسية .
ويلاحظ هنا المقيم مدى تفاعل المعلم مع زملائه ، ومدى مشاركته ودوره .
ولهذه الاجتماعات مميزات هي :
. تنمي روح التفاعل الجماعي بين الهيئة التعليمية والإدارية1 .
. تعطي الصبغة الديموقراطية للحوار والنقاش2 .
. تدارك نقاط الضعف في المنهاج في بداية السنة3 .
. وضع أهداف خطط يمشي عليها النظام طوال العام 4.
. يلاحظ الموجه والمدير المعلمين ،6. ويتعرفان على شخصياتهم5 .